الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: معجم مقاييس اللغة ***
(غف) الغين والفاء كلمةٌ واحدةٌ لا تتفرّع، وهي البُلْغة، ويقال له غُفَّة من العَيش. قال: * وغُفّةٌ من قِوَام العَيش تَكفِينِي * واغتفَّتِ الخيلُ غُفَّة من الرَّبيع، إذا أصابت منه شِبَعاً ولم تستكثِرْ. قال: وكنَّا إذا ما اغتفَّت الخيلُ غُفَّةً *** تجرَّد طَلاَّبُ التِّراتِ مُطَلَّبُ
(غق) الغين والقاف ليس بشيء، إنَّما يحكى به الصَّوْتُ يَغْلي، يقال غَقَّ. (غل) الغين واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تخلل شيءٍ، وثباتِ شيء، كالشيء يُغْرَزُ. من ذلك قول العرب: غَلَلْتُ الشَّيء في الشّيء، إذا أثبتَّه فيه، كأنه غَرزْتَه. قال: وعينٌ لها حَدْرةٌ بَدْرَةٌ *** إلى حاجبٍ غُلّ فيه الشُّفُر والغُلّة والغَليل: العَطَش. وقيل ذلك لأنَّه كالشَّيء ينْغلُّ في الجَوف بحرارة. يقال بَعيرٌ غَلاَّنُ، أي ظَمْآن. والغَلَل: الماء الجاري بين الشَّجر. ومنه الغُلول في الغُنم، وهو أن يخفَى الشَّيء فلا يردَّ إلى القَسْم، كأنَّ صاحبَه قد غَلّه بين ثيابِه. ومن الباب الغِلُّ، وهو الضِّغْن ينْغَلُّ في الصَّدر. فأمَّا قول النبي عليه السلام "لا إغْلالَ ولا إسلال" فالإغلال: الخيانة، والقياس فيه واضحٌ. قال النَّمِر: جزى الله عنا جمرة ابنةَ نوفلٍ *** جزاءَ مُغِلٍّ بالأمانة كاذبِ وأمّا الحديث: "ثلاثٌ لا يُغِلُّ عليهنَّ قلبُ مُؤْمن" فمَنْ قال "لا يُغِلّ" فهو من الإغلال، وهو الخيانة. ومن قال "لا يَغِلّ" فهو من الغِلّ والضِّغن. ومن الباب الغُلاَّنُ: الأوديةُ الغامضة، واحدها غَالٌّ، وذلك أنَّ سالكَها يَنْغَلُّ فيها. والغِلالَة: شِعارٌ يُلبَس تحت الثُّوب، وبطانةٌ تُلبَس تحت الدِّرع. ومن الباب الغُلّة، وهو الفِدامُ يكونُ على رأس الإبريق، والجمع غُلَل. قال لَبيد: لها غُلَلٌ من رازِقيٍّ وكُرْسُفٍ *** بأيمانِ عُجْمٍ يَنْصُفُون المَقاولا والغَلغلة: سُرعة السَّير. ورسالةٌ مُغَلغَلة: محمولةٌ من بلدٍ إلى بلد. وهو القياس، لأنّها تتخلّل البلاد وتنغلُّ فيها. قال: أبلِغْ أبا مالكٍ عنِّي مُغَلْغَلَةً *** وفي العتابِ حياة بين أقوامِ ومن الباب الغَليل: النَّوَى يُغَلّ في القَتّ يُخلَطُ به، تُعلَفُه الإبل. قال: سُلاّءةٌ كعصا النَّهدِيِّ غُلَّ لها *** [ذو فيئةٍ] من نَوَى قُرَّانَ معجومُ
(غم) الغين والميم أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على تغطية وإطباق. تقول: غَمَمت الشَّيءَ أغُمُّه، أي غطَّيته. والغَمَمُ: أن يُغطِّي الشَّعر القفا والجبهَة في بنائِه. يقال: رجلٌ أغمُّ وجبهةٌ غماء. قال: فلا تَنكحِي إنْ فرَّقَ الدّهرُ بيننا *** أغمَّ القفا والوجهِ ليس بأنْزعا ومن الباب: الغمام: جمع غَمامةٍ. وقياسُه واضح. ومنه الغِمامةُ، وهي الخِرقة تُشَدُّ على أنف الناقة شدّاً كي لا تجدَ الرِّيح. قال قومٌ: كلُّ ما سدَّ الأنف فهو غِمامة. وغُمَّ الهلالُ، إذا لم يُرَ. وفي الحديث: "فإن غُمَّ عليكم فاقْدُرُوا له". أي غُطيَ الهلال. ويقال: يومٌ غَمٌّ وليلة غمّة، إذا كانا مظلِمَين. وغمَّهُ الأمرُ يغَمُّه غمَّاً، وهو شيء يَغْشى القلب، معروف. وأما الغَمغمة فهي أصواتُ الثِّيران عند الذُّعر، والأبطالِ *عند الوغى. وقد قلنا إنّ هذه الحكاياتِ لا تكاد يكون لها قياس. (غن) الغين والنون أُصيلٌ صحيح، وهو يدلُّ على صوتٍ كأنه غير مفهوم، إمَّا لاختلاطِه، وإما لعلّةٍ تصاحبه. من ذلك قولُهم: قريةٌ غَنّاء، يراد بذلك تجمُّع أصواتهم واختلاطُ جَلبتهم. ووادٍ أغَنُّ: ملتَفُّ النَّبات، فتَرى الرِّيح تجري فيه ولها غُنَّة؛ ويكون ذلك من كَثرة ذُبابه. ومنه الغُنَّة في الرَّجُل الأغنِّ، وهو خروجُ كلامِهِ كأنّه بأنفه. (غي) الغين والياء المشدّدة أو المضاعفة أصلٌ صحيح يدلُّ على إظلالِ الشَّيء لغيره. وفي الحديث: "تجيء البقرةُ وآلُ عمران يومَ القيامة كأنَّهما غمامتانِ –أو غيايَتان". والجمع غَيايات. قال لبيد: فتَدلَّيتُ عليه قافلاً *** وعلى الأرض غياياتُ الطَّفَلْ (غب) الغين والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على زمانٍ وفَترةٍ فيه. من ذلك الغِبُّ، هو أن تَرِدَ الإِبلُ يوماً وتدعَ يوماً. والمغبَّبة: الشاة تُحلَب يوماً وتُتركُ يوماً. وأغبَبْتُ الزِّيارة من الغِبِّ أيضاً. ومنه أيضاً قولُهم: غبَّبَ في الأمر إذا لم يُبالِغْ فيه، كأنَّه زِيدَتْ فترة أوقعَهَا فيه. ومن الباب قولهم: "رُوَيْدَ الشِّعْرِ يَغُبّ"، وذلك أن يُتركَ إنشادُه حتَّى يأتيَ عليه وقت. ويقولون: غَبَّ الأمرُ، إذا بلغ آخِرَه. ولحمٌ غابٌّ، إذا لم يُؤكَلْ لوَقْتِه، بل تُرِك وقتاً وفَتْرةً. (غت) الغين والتاء ليس بشيء، إنّما هو إبدال تاء من طاء. تقول: غَطَطْتُه وغَتَتُّه. ومنه شَيءٌ يجرِي مَجرى الحِكاية. يقال غَتَّ في الضَّحِك، إذا ضَحِك في خفاءٍ. وغَتَّ: أَتْبَعَ القولَ القولَ، أو الشُّربَ الشُّرب. (غث) الغين والثاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَسادٍ في الشَّيء. من ذلك قولُهم: لبِسْتُ فلاناً على غَثيثةٍ فيه، أي فَسادِ عقلٍ ورأي. والغَثيثة: المِدَّة في الجُرح. ومن ذلك اللَّحم الغَثُّ: ليس بالسّمين. ويقولون: أغَثَّ الحَدِيثُ، أي صار غثَّاً فاسداً. قال: خَوْد يُغِثُّ الحديثُ ما صَمَتَتْ *** وهو بفيها ذو لَذةٍ طَرِفُ ويقال: فلانٌ لا يَغِثُّ عليه شيء، أي لا يمتنع من شيء، حتَّى الغثُّ عندَه سمين. وأمّا الغَثغَثَة فتجري مَجرى الحكاية، يقال: غَثْغَثْتُ الثُّوبَ، إذا غسلتَه وردَّدْتَه في يديك. ويقال: إنَّ الغَثْغَثَة: القِتالُ الضَّعيف بلا سلاح، شُبِّه بغَثْغثة الثَّوب حين يُغْسَل. (غد) الغين والدال كلمةٌ، وهي الغُدَّة في اللّحم، معروفة. قال الرّاجز: * فهَبْ له حليلةً مِغدَادَا * قالوا: هي الدَّائمة الغَضَب، كأنَّ في حَلْقها غدّة. (غذ) الغين والذال كلمةٌ، وهي إغذاذ السَّير. وذلك ألا يكونَ فيه ونْيَةٌ ولا فَتْرَة. ومنه: غَذَّ الجُرْحُ وأغذَّ، إذا بَرَأَ ولم يسكُنْ نَداه، فهو يَنْدَى أبداً. (غر) الغين والراء أصولٌ ثلاثةٌ صحيحة: الأوّل المِثال، والثاني النقصان، والثالث العِتْق والبيَاضُ والكرَم. فالأوّل: الغِرار: المِثال الذي يُطبَع عليه السِّهام. ويقال: وَلَدَتْ فلانة أولادَها على غرار واحد، أي جاءت بهم واحداً بعد واحدٍ على مِثال واحد. وأصل هذا الغُرُّ، وهو الكَسْرُ في الثَّوب. يقال: اطوِ الثَّوْبَ على غَرِّهِ، أي كَسرهِ ومِثالِه الأوَّل. والغُرَّة: سُنَّة الإنسان، وهي وجهه، ثم يعبَّر عن الجسم كلِّه به. من ذلك: "في الجنين غُرَّةٌ: عبد أو أمةٌ"، أي عليه في دِيتَه نَسَمَةٌ: عبدٌ أو أمة. قال: كلُّ قتيلٍ في كُليبٍ غرَّهْ *** حتَّى يَنال القتلَُ آلُِ مُرَّهْ
ومن الباب: الغَرِير، وهو الضَّمين، يقال: أنا غريرُك من فلانٍ، أي كفيلُك. وإنما سمِّيَ غريراً لأنّه مِثَالُ المضمونِ عنه، يؤخذ بالمال مثلَ ما يؤخذ المضمون عنه. ومحتملٌ أن يكون غِرَارُ السَّيف، وهو حدُّه، من هذا. وكلُّ شيء له حَدٌّ فَحَدُّه غِرَارٌ؛ لأنه شيء إليه انتهى طَبْعُ السَّيف ومثالُه. وأمَّا النقصان *فيقال: غارّت النّاقةُ تُغارُّ غِراراً، إذا نَقَصَ لبنُها. وفي الحديث: "لا غِرارَ في صلاةٍ ولا تسليم". فالغِرار في الصَّلاة: ألاَّ يتمَّ ركوعَها أو سجودَها. والغِرار في السَّلام: أن يقول السَّلام عليك، أو يرُدَّ فيقول: وعليك. ومنه الغِرار، وهو النَّوم القَليل. قال الشاعر: إنَّ الرَّزِيَّةَ من ثقيفٍ هالكٌ *** تَركَ العُيونَ فنومُهُنَّ غِرَارُ وقال جرير: ما بالُ نومِك في الفِراش غِرارا *** لو كان قلبُك يستطيع لطارا ومن الباب: بيع الغَرَر، وهو الخَطَر الذي لا يُدْرَى أيكون أم لا، كبيع العبدِ الآبِق، والطّائرِ في الهواء. فهذا ناقصٌ لا يتمُّ البيع فيه أبداً. وغَرَّ الطائرُ فرخَه، إذا زَقَّه، وذلك لقلّته ونُقصانِ ما معه. والأصل الثالث: الغُرَّة. وغرَّة كلِّ شيءٍ: أكرمُه. والغُرّة: البياض. وكل أبيضَ أغرُّ. ويقال لثلاثِ ليالٍ من أوّل الشهر غُرّة. ومن الباب: الغَرِير، وهو الخُلُق الحَسَن. يقولون للشيخ: أدبَرَ غَريرهُ وأقبَلَ هريرُه. ومما يقارب هذا: الغَرارة، وهي كالغَفْلة، وذلك أنَّها من كَرَم الخلُق، قد تكون في كلِّ كريم. فأمَّا المذموم من ذلك فهو من الأصل الذي قَبلَ هذا؛ لأنّه من نقصان الفِطْنة. ومما شذَّ عن هذه الأصول إن صحَّ، شيء ذكره الشَّيبانيُّ: أنّ الغِرْغِر: دَجاج الحَبَش، واحدتها غِرْغرة. وأنشد: ألُفُّهمُ بالسَّيف من كلِّ جانبٍ *** كما لفّتِ العِقبانُ حِجْلَى وغِرْغِرا (غز) الغين والزاء ليس فيها شيء. وغَزَّةُ: بلدٌ. (غس) الغين والسين ليس فيه إلاّ قولُهم: رجل غُسٌّ، إذا كان ضعيفاً. ومنه قول أوس: مُخَلَّفُونَ ويَقضِي الناسُ أمرَهُم *** غُسُّو الأمانةِ صُنْبُورٌ فصنبورُ (غش) الغين والشين أصولٌ تدلُّ على ضّعفٍ في الشيء واستعجال فيه. من ذلك الغِشُّ. ويقولون: [الغِشُّ: أ] لاّ تمحَضَ النصيحة. وشُربٌ غِشاشٌ: قليل. وما نامَ إلاّ غِشاشاً، أي قليلاً، ولقيتُه غِشاشاً، وذلك عند مُغَيْربان الشَّمس. (غص) الغين والصاد ليس فيه إلاَّ الغَصَص بالطَّعام، ويقال رجلٌ غَصَّانُ. قال: لو بِغَيْرِ الماءِ حلقي شَرِقٌ *** كنت كالغَصَّانِ بالماء اعتصارِي (غض) الغين والضاد أصلانِ صحيحانِ، يدلُّ أحدُهما على كفٍّ ونَقْص، والآخر على طراوة. فالأوّل الغَضّ: غضُّ البصر. وكلُّ شيءٍ كففتَه فقد غَضَضْته. ومنه قولهم: تلحقُه في ذلك غَضَاضةٌ، أي أمر يَغُضُّ لـه بصرَه. والغَضْغَضة: النُّقْصان. وفي الحديث: "لقد مرَّ من الدُّنيا بِبطنته لم يُغَضْغَض ". ويقولون: هو بحرٌ لا يُغَضْغَض. وغَضْغَضْت السِّقَاءَ: نقصتُه. وكذلك الحقّ. والأصل الآخر: الغَضُّ: الطريُّ من كلِّ شيء. ويقال للطَّلْع حين يطلُعُ: غَضيض. (غط) الغين والطاء أُصيلٌ صحيح فيه معنيان: أحدُهما صوتٌ، والآخر وقتٌ من الأوقات. فالأوّل: غطِيط الإنسانِ في نَومه. ومنه الغَطاط، وهي القَطا، سمِّيت لصوتها غَطاطاً. قال: فأثار فارِطُهم غَطَاطاً جُثَّماً *** أصواتُه كتَرَاطُنِ الفُرْسِ والأصل الآخر الغُطَاط، قال قومٌ: هو الصُّبح. وأنشدوا: * قام إلى حمراءَ في الغطَاطِ * وقال آخرون: هو سَدَف الظلام. وقالوا في بيتِ ابن أحمر: * أُولَى الوَعَاوِعِ كالغُطاط المقْبلِ * من فَتَحَ شبَّههم بالقَطَا، ومن ضمَّ فإنّه شبَّههم بسواد السّدَف كثرة. وأمَّا غَطَطْتُه في الماء فممكنٌ أن يكون ذلك الصَّوْت الذي يكون من الماء عندها، وممكنٌ أن يكون من سَدَف الظّلام، كأنّه سترتَه بالماء وغطّيته.
(غفق) الغين والفاء والقاف أصلٌ صحيح يدلُّ على خِفّة وسُرعةٍ وتكريرٍ في الشيء، مع فَتَراتٍ تكون بين ذلك. من ذلك قولهم: غَفَقَ إبلَه، وذلك إذا أسرَعَ إيرادَها ثم كرَّرَ ذلك. ويقولون: ظلَّ يتَغَفَّقُ الشَّرَابَ، إذا جعَلَ يشربُه ساعةً بعدَ ساعةٍ. ويقال: غَفَقَ غَفْقَةً من اللَّيل، إذا نامَ نومةً خفيفة. والغَفْق: المطر [ليس بـ] الشَّديد. ويقال غَفَقَه بالسَّوط غَفَقَاتٍ. والغَفْق: الهُجوم على الشَّيء من غير قصدٍ، ويقال للآيب من غَيْبته فُجاءةً. وغَفَقَ الحِمارُ الأتانَ: أتاها مَرّةً بعد مرَّة. (غفر) الغين والفاء والراء عُظْمُ بابِه السَّتْر، ثم يشِذُّ عنه ما يُذكر. فالغَفْر: السَّتر. والغُفْران والغَفْرُ بمعنَىً. يقال: غَفَر الله ذنبه غَفْراً ومَغفِرةً وغُفراناً. قال في الغَفْر: في ظلِّ مَن عَنَتِ الوُجوهُ لـه *** مَلِكِ المُلوكِ ومالِكِ الغَفْرِ ويقال: غَفِرَ الثَّوبُ، إذا ثارَ زِئبِرهُ. وهو من الباب، لأنَّ الزِّئبِر يُغطِّي وجهَ الثَّوب. والمِغْفَر معروف. والغِفارة: خِرقةٌ يَضَعها المُدَّهِنُ على هامَته. ويقال الغَفِير: الشَّعر السَّائل في القفا. وذُكر عن امرأةٍ من العرب أنَّها قالت لابنتها: "اغفِرِي غفيرَك"، تريد: غَطِّيه. والغَفِيرة: الغُفرانُ أيضاً. قال: * يا قوم ليسَتْ فيهمُ غَفِيرَهْ * ومما شَذَّ عن هذا: الغَُفْر: ولد الأُرويّة، وأمُّه مُغْفِرٌ. والغَفْر: النُّكْس في المَرَض. قال: خليلَيَّ إنّ الدّارَ غَفْرٌ لذِي الهوى *** كما يَغْفِرُ المحمومُ أو صاحبُ الكَلْمِ فأمَّا المَغْفُور فشيءٌ يشبَّه بالصَّمغ يَخرُج من العُرْفُط. (غفل) الغين والفاء واللام أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على تَرك الشّيء سهواً، وربَّما كان عن عمدٍ. من ذلك: غَفَلتُ عن الشيء غَفلةً وغُفولاً، وذلك إذا تركتَه ساهياً. وأغفلْتُه، إذا تركْتَه على ذُكْرٍ منك له. ويقولون لكلِّ ما لا مَعْلَم له: غُفْلٌ، كأنَّه غُفِل عنه. فيقولون: أرضٌ غُفْلٌ: لا عَلَم بها. وناقَة غُفْلٌ: لا سِمَةَ عليها. ورجلٌ غُفْل: لم يجرِّب الأمور. (غفو/ي) الغين والفاء والحرف المعتل أُصَيل كأنَّه يدلُّ على مِثل ما دلَّ عليه الأوّلُ من التَّرْك للشَّيء، إلاّ أنّ هذا يختصُّ بأنَّه جِنسٌ من النَّوم. من ذلك: أغفَى الرّجلُ من النَّوم يُغْفِي إغفاءً. والإغفاءةُ: المرّة الواحدة. قال: فلو كنتَ ماءً كنتَ ماءَ غمامةٍ *** ولو كنت نوماً كنت إغفاءةَ الفجرِ من ذلك الغَفْو، وهي الزُّبْيَة، وذلك أنَّ السَّاقط فيها كأنَّه غَفَل وأغَفَى حتَّى سقط. وممّا شذَّ عن هذا: الغَفَى، وهو الرُّذال من الشَّيء. يقال: أغفَى الطّعامُ: كثُر غَفاه، أي الرديُّ منه. (غفص) الغين والفاء والصاد كلمةٌ واحدة. غافَصْتُ الرّجلَ: أخذْتُه على غِرّةٍ. والله أعلم بالصَّواب.
(غلم) الغين واللام والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على حَداثةٍ وهَيْجِ شهوة. من ذلك الغُلام، هو الطارُّ الشَّاربِ. وهو بيِّنُ الغُلومِيّة والغُلُومة، والجمع غِلْمةٌ وغِلْمان. ومن بابه: اغتَلَم الفَحلُ غُلمةً: هاج من شَهوة الضِّراب. والغيْلَم: الجارية الحَدَثة. والغَيْلَم: الشابُّ. والغَيْلَم: ذكر السَّلاحِف. وليس بعيداً أن يكون قياسُه قياسَ الباب. (غلو/ي) الغين واللام والحرف المعتل أصلٌ صحيحٌ في الأمر يدلُّ على ارتفاع ومجاوَزةِ قَدْر. يقال: غَلاَ السِّعر يغلو غَلاءً، وذلك ارتفاعُه. وغَلاَ الرَّجلُ في الأمر غُلُوّاً، إذا جاوَزَ حدَّه. وغَلاَ بسَهْمِه غَلْوَاً، إذا رَمَى به سَهْماً أقصى غايتِه. قال: * كالسَّهمِ أرسلَهُ من كفِّهِ الغالي * وتَغالَى الرَّجُلان: تفاعَلاَ من ذلك. وكلُّ مَرْماةٍ عند ذلك غَلْوَة. وغَلَت الدّابّةُ في سَيرها غَلْوَاً، واغتلت اغتلاء، وغالت *غِلاء. وفي أمثالهم: "جَرْيُ المذَكِّياتِ غِلاءٌ ". وتَغالَى النَّبتُ: ارتفَعَ وطال. وتَغالَى لحمُ الدابَّةِ، إذا انحسر عنه وَبَره. وذلك لا يكون إلاَّ عن قوّةٍ وسِمَن وعُلُوٍّ. وغَلَتِ القِدْرُ تَغْلِي غَلَياناً. والغُلَوَاء: أن يمُرَّ على وجهِه جامحاً. قال: لم تلتفت لِلِداتِها *** ومضَتْ على غُلَوائِها وأمَّا الغالية من الطِّيب فممكنٌ أن يكون من هذا، أي هي غاليةُ القيمة. يقولون: تغلَّلْت وتغلَّيت من الغالية. (غلب) الغين واللام والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على قوّةٍ وقَهرٍ وشدَّة. من ذلك: غَلَب الرّجلُ غَلْبَاً وغَلَباً وغَلَبة. قال الله تعالى: {وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِم سَيَغْلِبُون} [الروم 3]. والغِلاَب: المغالَبة. والأغلَبُ: الغَليظ الرّقَبة. يقال: غَلِبَ يَغْلَبُ غَلَباً. وهضْبةٌ غَلباء، وعِزَّةٌ غلباء. وكانت تغلِبُ تسمَّى الغلباء. قال: وأورثَنِي بنو الغَلباء مَجْداً *** حديثاً بعد مَجدِهمُ القديمِ
واغلولَبَ العُشْب: بلَغَ كلَّ مَبلغ. والمُغَلَّب من الشُّعراء: المغلوب مِراراً. والمُغَلَّب أيضاً: الذي غَلب خَصْمَه أو قِرْنَه، كأنَّه غلَّب على خَصْمِه، أي جُعِلت له الغَلَبة. (غلت) الغين واللام والتاء فيه كلمة، يقولون: الغَلَت في الحساب: مثل الغَلَط في غيره. وفي بعض الحديث: "لا غَلَت في الإسلام". (غلث) الغين واللام والثاء أصلٌ صحيحٌ واحد، يدلُّ على الخَلْط والمُخالَطة. من ذلك: غَلَثْتُ الطّعامَ: خلَطت حنطةً وشعيرا. وهو الغَلِيث. ورجل غَلِثٌ، إذا خالَطَ الأقرانَ في القِتال لَزُوماً لما طَلَب. ويقال: غَلِثَ به، إذا لزِمَه. وغَلِثَ الذِّئبُ بالغَنم: لازَمَها. فأمَّا قولهم: غَلثَ الزَّندُ، إذا لم يَرِ، فهو كلامٌ غير ملخَّص؛ وذلك أنَّ معناه أنّه زَندٌ منتخَب، وإنَّما هو خِلْطٌ من الزُّنُودِ، قد أُخِذَ من العُرْضِ مُخْتلِطاً بغيره. يراد بالغَلَث خَشَبه، وإذا كان [كذلك] لم يَرِ. (غلج) الغين واللام والجيم كلمةٌ تدلُّ على البَغْي والسَّطْوة. تقول العرب: هو يَتَغَلَّجُ علينا، أي يبغِي. وعَيْرٌ مِغْلَجٌ: شَلاَّل للعانة. ويكون تغلُّجُه أيضاً أن يَشربَ ويتلمَّظَ بلسانه. (غلس) الغين واللام والسين كلمةٌ واحدة، وهو الغَلَس، وذلك ظلامُ آخرِ اللَّيل. يقال: غَلَّسْنا، أي سِرنا غَلَسا. قال الأخطل: كذَبَتْكَ عينُكَ أم رأيتَ بواسطٍ *** غَلَسَ الظلامِ من الرَّبابِ خيالا وقولهم: وقع في تُغُلِّسَ، أي داهية، هو من هذا، لأنه يقع في أمرٍ مُظلم لا يَعرِف المخرجَ منه. (غلط) الغين واللام والطاء كلمةٌ واحدة، وهي الغَلط: خلاف الإصابة. يقال: غَلِط يَغْلَط غَلَطاً. وبينهم أُغلوطةٌ، أي شيءٌ يُغالِط به بعضُهم بعضاً. (غلف) الغين واللام والفاء كلمةٌ واحدةٌ صحيحة، تدلُّ على غِشاوةٍ وغِشيانِ شيء لشيء. يقال: غِلافُ السَّيفِ والسِّكِّين. وقَلبٌ أغلَفُ: كأنَّما أُغشِيَ غِلافاً فهو لا يَعي شيئاً. قال الله تعالى: {وَقَالُوا قُلُوبُنا غُلْفٌ} [البقرة 88]، أي أُغشِيَتْ شيئاً فهي لا تَعي. وقرئت:{غُلُفٌ}، أي أوعيةٌ للعِلْم. والقياس في ذلك كله واحد. ويقولون: تغَلَّف بالغالية، وليس ببعيدٍ ممّا ذكرناه. (غلق) الغين واللام والقاف أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على نُشوبِ شيءٍ في شيء. من ذلك الغَلَق، يقال منه: أغلقتُ البابَ فهو مُغْلَق. وغَلِقَ الرهنُ في يدِ مُرْتَهِنِه، إذا لم يَفتكَّه. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "لا يَغْلَقُ الرَّهنُ". قال الفُقهاء: هو أن يقول صاحب الرَّهْنِ لصاحب الدَّين: آنَيتُك بحقِّك إلى وقت كذا، وإلاَّ فالرَّهنُ لك. فنَهَى النبيُّ صلى الله عليه وآله عن ذلك الاشتراط. وكلُّ شيء لم يُتَخَلَّصْ فقد غَلِق. قال زُهير: وفارقتْكَ برهنٍ لا فَكاكَ له *** يومَ الوَداعِ فأمسى الرَّهنُ قد غَلِقا ويقال المِغْلَق: السَّهم السابعُ في الميسِر، لأنَّه يَستغلِق شيئاً وإن قلَّ. قال لبيد: وجَزُورِ أيسارٍ دعوتُ لحتْفِها *** بمَغَالقٍ متشابهٍ أجسامُها *ويقال: غَلِقَ ظَهرُ البعير فلا يَبْرأُ من الدَّبَر. ومنه غلِقَت النّخلةُ: ذَوَت أصولُ سَعفِها فانقطَع حَمْلُها. والله أعلم بالصّواب.
(غمن) الغين والميم والنون كلمةٌ واحدةٌ لا يقاس عليها. يقولون: غمَنْتُ الجِلدَ، إذا ليَّنتَه، فهو غمينٌ. (غمي) الغين والميم والحرف المعتلّ يدلُّ على تغطيةٍ وتغْشِيَة. من ذلك: غَمَيْتُ البيتَ، إذا سقَّفتَه، والسَّقفُ غِماءٌ. ومنه أُغمِيَ [على] المريض فهو مغمىً عليه إذا غُشِيَ عليه. (غمج) الغين والميم والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على حركةٍ ومجيء وذَهاب. يقال للفصيل: غَمِجٌ، وهو يتغامَجُ بين أرفاغ أمِّه، إذا جاءَ وذهَبَ. ويقولون للرَّجُل لا يستقيم خُلُقه: غَمِج. والغَمْج: شُرب الماء، وهو قريبُ القياسِ من الأوَّل. (غمد) الغين والميم والدال أصلٌ واحد صحيح، يدلُّ على تغطيةٍ وسَتْر. من ذلك الغِمْدُ للسَّيف: غِلافُهُ. يقال: غَمَدته أَغْمِدُه غَمداً. ويقال: تَغمَّده الله برحمته، كأنه يَغْمُرُه بها. وتغمَّدتُ فلاناً: جعلتَه تحتَك حتَّى تغطِّيَه. والنَّسبة إلى غامدٍ غامديّ، وهو حيٌّ من اليَمَن، واشتقاقُهُ ممَّا ذكرناه. (غمر) الغين والميم والراء أصلٌ صحيح، يدلُّ على تغطيةٍ وسَتْرٍ في بعض الشِّدّة. من ذلك الغمْر: الماءُ الكثير، وسمّي بذلك لأنّه يغمرُ ما تَحتَه. ثم يشتقُّ من ذلك فيقال فَرسٌ غَمْر: كثير الجَرْي، شُبِّه جريُه في كثرته بالماء الغَمْر. ويقال للرَّجُل المِعطاء: غَمْر، وهو غَمْرُ الرِّداء. قال كثيِّر: غَمْرُ الرِّداءِ إذا تبسَّمَ ضاحكاً *** غَلِقتْ لِضَحْكتِهِ رِقابُ المالِ ومن الباب: الغَمْرة: الانهماك في الباطل واللَّهو. وسمِّيت غَمرةً لأنّها شيء يستُر الحقَّ عن عين صاحِبِها. وغَمَرات الموت: شدائدُه التي تَغْشَى. وكلُّ شِدّةٍ غَمرة، سمِّيت لأنَّها تَغْشَى. قال: * الغمرات ثم ينجلينا * ومما يصحِّح هذا القياسَ الغَمير، وهو نباتٌ أخضَرُ يغمُره اليَبِيس. ويقال: دخَلَ في غِمار النّاس، وهي زَحْمتُهم، وسمِّيت لأنَّ بعضاً يستُرُ بعضاً. وفلانٌ مُغامِرٌ: يَرمي بنفسه في الأمور، كأنَّه يقع في أُمورٍ تَستُره، فلا يَهتدِي لوجه المَخْلَص منها. ومنه الغمْر، وهو الذي لم يجرّب الأمورَ كأنَّها سُتِرتْ عنه. قال: أناةً وحِلْماً وانتظاراً غداً بهمْ *** فما أنا بالواني ولا الضَّرَع الغُمْرِ والغِمْر: الحِقْد في الصَّدر، وسمِّي لأنَّ الصَّدرَ يَنطوِي عليه. يقال: غَمِرَ عليه صدرُه. والغِمْر: العَطَش، وهو مشبَّه بالغِمْر الذي هو الحِقد، والجمع الأغمار. قال: * حَتَّى إذا ما بلَّتِ الأغمارا * ومن الباب غَمَرُ اللحم، وهو رائحتُه تَبْقَى في اليد، كأنَّها تغطِّي اليد. فأمَّا الغُمَر فهو القَدَح الصَّغير، وليس ببعيدٍ أن يكون من قياسِ الباب، كأنَّ الماءَ القليلَ يغمُره. ويجوز أن يكون شاذَّاً عن ذلك الأصل. قال: تَكفِيهِ حُزَّة فِلْذٍ إن ألَمَّ بها *** من الشِّواءِ وَيُروِي شُربَه الغُمَرُ (غمز) الغين والميم والزاء أصلٌ صحيح، وهو كالنَّخْس في الشيء بشيء، ثم يُستعار. من ذلك: غَمَزْتُ الشَّيءَ بيدي غمزاً. ثم يقال: غمزَ، إذا عاب وذَكَر بغير الجميل. والمَغَامز: المعايب. وفي عقل فلانٍ غَمِيزةٌ، كأنَّه يُستضعَف. وممّا يستعار: غَمَزَ بجفنه: أشار. ومنه: غَمَزَ الدابةُ من رجله، كأنّه يغمز الأرضَ برجله. (غمس) الغين والميم والسين أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على غَطِّ الشيء. يقال: غَمَست الثَّوبَ واليدَ في الماء، إذا غططتَه فيه. وفي الحديث: "إذا استيقَظَ أحدُكم من نومه فلا يَغمِسْ يَدَه في الإناء". والغَمِير تحتَ اليَبيس يقال له الغَمِيس. ومن الباب الغَمِيس، وهو مَسيلٌ صغيرٌ بين مجامع الشَّجر. والمُغامَسَة: رَمْي الرّجلِ نفسَه في سِطَة الحرب. ويمينٌ غَموس* قال قوم: معناه أنّها تَغمِس صاحبَها في الإثم. وقال قومٌ: الغَمُوس: النافذة. والمعنيان وإن اختلفا فالقياسُ واحد، لأنّها إذا نفذت فقد انغمست. قال: ثم نفَّذته ونفَّست عنه *** بغَموسٍ أو ضربةٍ أُخدودِ ويقال للأمر الشديد الذي يغُطّ الإنسانَ بشدّته: غَموس. قال: متى تأتِنا أو تلقَنا في ديارنا *** تجدْ أمرَنا أمراً أحذَّ غَمُوسا (غمص) الغين والميم والصاد أُصَيلٌ يدلُّ على حقارة. يقال غَمَصت الشيءَ، إذا احتقرته. وفي الحديث: "إِنّما ذلك مَنْ غَمَصَ النّاسَ "، أي حَقَرَهم. والغَمَصُ في العين كالرَّمَصِ. ومنه: الشِّعرَى الغُمَيْصَاء، كأنَّها ليس لها ضوء العَبُور، فهي الغُميصاء كالعين التي بها غَمَص. (غمض) الغين والميم والضاد أصلٌ صحيح يدلُّ على تطامُنٍ في الشَّيء وتداخُل. فالغَمْض: ما تطامَنَ من الأرض، وجمعه غُموض. ثم يقال: غَمَض الشَّيءُ من العِلم وغيرِه، فهو غامض، ودارٌ غامضةٌ، إذا لم تكن شارعةًَ بارزة. ونسبٌ غامضٌ: لا يُعرَف. وغمّض عينه وأغمَضَها بمعنىً. وهو قياس الباب. ويقال: ما ذُقْتُ غُمْضاً من النَّوم ولا غَِماضاً، أي كقدر ما تُغمَض فيه العين. ويقال: أغْمِضْ لي فيما بِعتَني، كأنَّك تريدُ الزِّيادةَ منه لرداءته والحطَّ من ثمنه. وهو أيضاً من إغماض العَين، أي اتركْه كأنَّك لا تراه. والمغَمِّضات: الذُّنوب يركبها الرَّجلُ وهو يَعرِفها لكنّه يغمّض عنها كأنّه لم يَرَها. ويقال: غُمِّضَت النّاقةُ، إذا رُدَّت عن الحَوض فحَمَلَت على الذَّائد مُغَمِّضة عينَينها فورَدَتْ. قال أبو النجم: * يُرسِلُها التَّغميضُ إن لم تُرسَلِ * وأغْمَضْت حدَّ السَّيف، إذا رقّقته، أي كأنَّك لرقَّته أخفيتَه عن العُيون. (غمط) الغين والميم والطاء كلمةٌ واحدة. يقال غَمَطَ النِّعمة: احتقرها. وغَمَطَ النّاسَ: احتقرهم. فأمّا قولهم: أغمَطَتْ عليه الحُمَّى، إذا لزِمَتْه ودامت عليه، فليس من هذا، لأنّ الميم فيه بدلٌ من باء، الأصل أغبَطَت. وقد ذُكِر. (غمق) الغين والميم والقاف كلمةٌ واحدة، وهي الغَمَق: كثْرة النَّدى. يقال أرضٌ غَمِقَةٌ، ونباتٌ غمق. وليلةٌ غَمِقَة: لثِقة. (غمل) الغين والميم واللام أُصَيْلٌ يدلُّ على ضِيقٍ في الشيء وغُموض. يقال لِمَا ضاقَ من الأودية: غُمْلُول. واشتُقَّ من هذا: غَمَلْتُ الأدِيمَ، إذا غَمَمْتَه ليتفَسَّخَ عنه صوفُه. وهو غَمِيلٌ. ويقال: الغُمْلُول: كلُّ ما اجتَمَع من شجرٍ، أو غمام، أو ظُلْمة، حتَّى تسمَّى الزَّاوية غُملولا. والله أعلم بالصَّواب.
(غنم) الغين والنون والميم أصلٌ صحيح واحد يدلُّ على إفادة شيء لم يُملَك من قبل، ثم يختصّ به ما أُخِذ من مال المشركين بقَهْرٍ وغَلَبة. قال الله تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ} [الأنفال 41]. ويقولون: غُنَامَاكَ أنْ تفعل كذا، أي غايتُك والأمر الذي تتغنَّمه. وغَنْمٌ: قبيلة. ولعلَّ اشتقاقَ الغَنَم من هذا، وليس ببعيد. (غني) الغين والنون والحرف المعتل أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدلُّ على الكِفاية، والآخر صوت. فالأوّل الغِنى في المال. يقال: غَنِيَ يَغْنَى غِنىً. والغَنَاء بفتح الغَين مع المدّ: الكِفَاية. يقال: لا يُغْنِي فلانٌ غَنَاءَ فلانٍ، أي لا يَكفِي كِفايَتَه. وغَنِيَ عن كذا فهو غانٍ. وغَنِيَ القومُ في دارهم: أقاموا، كأنَّهُم اسْتَغْنُوا بها. ومَغَانيهم: مَنازِلُهم. والغانية: المرأة. قال قومٌ: معناه أنها استغنَتْ بمنزلِ أبويها. وقال آخرون: استغنَتْ ببعلها. ويقال استَغْنَتْ بجمالها عن لُبْسِ الحلْي. قال الأعشى: ولكنْ لا يَصِيد إذا رماها *** ولا تُصْطادُ غانيةٌ كَنُودُ والغُنْيَان: الغِنَى. قال قيس: أجَدَّ بعَمْرَة غُنيانُها *** فتَهْجُرَ أم شانُنا شَانُها ويقال: تَغنَّيْتُ بكذا، وتغَانيتُ به، إذا أنت استغنيت به. قال الأعشى: وكنت امرأً زَمَناً* بالعِراقِ *** عَفِيف المُنَاخِ طويل التغَنّْ وقال في التَّغاني: كلانا غنِيٌّ عن أخيه حَيَاتَهُ *** ونحنُ إذا مُِتْنا أشدُّ تَغَانِيا والأصل الآخر: الغِناء من الصَّواب. والأُغْنيَة: اللون من الغِنَاء. (غنج) الغين والنون والجيم كلمةٌ واحدة، الغُنْج، وهو الشِّكل والدَّلُّ. (غنظ) الغين والنون والظَّاء كلمةٌ واحدة. يقال: إنّ الغَنْظَ: الهمُّ اللازم. غَنَظَه الأمرُ يَغْنِظه. قال: ولقد رأيتَ فوارساً من قومنا *** غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرَادةِ العَيَّارِ ولقد رأيت مكانهم فكرهتهم *** ككرهة الخنزير للإيغار
(غهب) الغين والهاء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على ظَلامٍ وقِلّة ضياء، ثم يُستعار. فالغَيْهَب: الظُّلمة. يقال للأدهم من الخَيل الشَّديد الدُّهمة: غَيْهَب. ويستعار هذا فيقال للغَفْلة عن الشَّيء: غَهَبٌ. يقال: غَهِبَ عنه، إذا غَفَل.
(غوي) الغين والواو والحرف المعتلّ بعدهما أصلانِ: أحدهما يدلُّ على خِلاف الرُّشد وإظلام الأَمْر، والآخرُ على فسادٍ في شيء. فالأوَّل الغَيّ، وهو خلاف الرُّشد، والجَهلُ بالأمر، والانهماكُ في الباطل. يقال غَوى يَغْوي غَيَّاً. قال: فمن يَلْقَ خَيراً يَحمَدِ النّاسُ أمرَه *** ومَن يَغْوَ لا يَعْدَمْ على الغَيِّ لائما وذلك عندنا مشتقٌّ من الغَيَاية، وهي الغُبْرة والظلمةُ تَغشيان، كأنَّ ذا الغَيِّ قد غَشِيه ما لا يرى معه سبيلَ حقّ. ويقال: تغايَا القومُ فوق رأس فلانٍ بالسُّيوف، كأنَّهم أظلّوه بها. ويقال: وقَعَ القوم في أُغْوِيّة، أي داهية وأمرٍ مظلم. والتَّغاوي: التجمُّع، ولا يكون ذلك في سبيلِ رُشْدٍ. والمُغَوَّاة: حُفرةُ الصَّائد، والجمع مُغَوَّيات. وفي الحديث: "يحبّون أن يكونوا مُغَوَّياتٍ "، يراد أنَّهم يحتّجِنون الأموال، كالصَّائد الذي يَصيد. فأمَّا الغَايَة فهي الرَّاية، وسمِّيت بذلك لأنّها تُظِلُّ مَن تحتَها. قال: قد بِتُّ سامِرَها وغايَةِ تاجرٍ *** وافيتُ إِذْ رُفِعَت وعَزَّ مُدامُها ثم سميِّت نهايةُ الشَّيء غايةً. وهذا من المحمول على غيرِه، إِنِّما سميت غايةً بغاية الحرب، وهي الرّاية، لأنَّه يُنْتَهَى إليها كما يَرجِع القومُ إلى رايَتِهم في الحرب. والأصل الآخر: قولهم: غَوِيَ الفَصيلُ، إذا أكثر من شُربِ اللّبَن ففَسَد جوفُه. والمصدر الغَوَى. قال: مُعطَّفةُ الأثناء ليس فصيلُها *** بَرازِئِها دَرّاً ولا ميِّتٍ غَوَى (غوث) الغين والواو والثاء كلمةٌ واحدة، وهي الغوث من الإغاثة، وهي الإغاثة والنُّصرة عند الشِّدة. وغَوْثٌ: قبيلة. (غوج) الغين والواو والجيم كلمةٌ واحدة، وهي الفَرَس الغَوج. إذا كان عريضَ الصَّدر. وربَّما سمَّوا كلَّ ليِّنٍ غَوْجاً. (غور) الغين والواو والراء أصلانِ صحيحان: أحدهما خُفوضٌ في الشَّيء وانحطاطٌ وتطامن، والأصل الآخر إقدامٌ على أخذِ مالٍ قَهْراً أو حَرَباً. فالأوَّل قولهم لقَعْر الشيء: غَوره. ويقال: غَارَ الماءُ غَوْراً، وغارت عينُه غُؤوراً. قال الله تعالى: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً} [الملك 30]. ويقال: غارَت الشَّمْسُ غِياراً: غابت. قال الهُذَلِيّ: هل الدّهْرُ إِلاَّ ليلةٌ ونَهَارُها *** وإلاّ طُلوع الشَّمس ثمَّ غِيَارُها والغَوْر: تِهَامَةُ وما يلي اليَمن، سمِّيت بذلك لأنَّها خِلافُ النَّجْد. والنَّجْد: مرتَفِعٌ من الأرض. يقال: غَارَ الرّجُل، إذا أتَى الغَوْر، وأغار. قال: نبيٌّ يرَى ما لا تَرَوْنَ وذكرُه *** أغارَ لَعَمْري في البلادِ وأنْجَدَا وغَوّر الرّجُل، إذا نزَلَ للقائلة، كأنَّه [نزل] مكاناً هابطاً. ولا يكادون يفعلون إلاّ كذا. وغَوْرُ القُرْحَةِ من هذا أيضاً. والأصل الآخَر الإغارة. يقال: أَغارَ بنو فلانٍ على بني فلان إغارةً وغارة. وإغارة الثَّعلب: عَدْوه. وهو *من هذا أيضاً. (غوص) الغين والواو والصاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على هجومٍ على أمرٍ متسفِّلٍ من ذلك الغَوْص: الدُّخول تحتَ الماء. [والهاجم ] على الشيء غائص. وغاصَ على العلمِ الغامِضِ حتى استنبطه. (غوط) الغين والواو والطاء أصلٌ صحيح يدلُّ على اطمئنانٍ وغَور. من ذلك الغائط: المطمئِنُّ من الأرض، والجمع غِيطان وأغواط. وغُوطَة دِمَشْقَ يقالُ إنها مِن هذا، كأنها أرضٌ منخفضة. وربما قالوا: انغاطَ العُودُ، إذا تثَنَّى، وإذا تثنى فقد انخفَضَ، وقياسُه صحيح. (غول) الغين والواو واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على خَتْل وأخْذٍ من حيث لا يدري. يقال: غالَهُ يَغُوله: أخَذَهُ من حيث لم يدرِ. قالوا: والغَوْل: بُعْدُ المَفَازَة، لأنَّه يغتالُ من مَرَّ به. قال: * به تمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ * والغُول من السَّعالي سمِّيت لأنها تغتال. والغِيلة: الاغتيال، والياء واوٌ في الأصل. والمِغْوَل: سيفٌ دقيق له قَفَاً؛ وأظنه سمِّي مِغْوَلاً لأنَّهُ يُسْتَرُ بقرابٍ حتى لا يُدرى ما فيه. والله أعلم. (غود) الغين والواو والدال أُصَيلٌ يدلُّ على لينِ شيءٍ وتثنٍّ. فالأغْيَد: الوَسنانُ المائل العُنُق، والجمع غِيدٌ. والغَيْداء: الفتاةُ النَّاعمة، كأنَّها تتثنَّى. والمصدر الغَيَد.
(غيب) الغين والياء والباء أصلٌ صحيح يدلُّ على تستُّر الشيء عن العُيون، ثم يقاس. من ذلك الغَيْب: ما غَابَ، ممّا لا يعلمه إلا الله. ويقال: غابت الشَّمس تَغِيب غَيْبَةً وغُيُوباً وغَيْباً. وغابَ الرَّجل عن بلده. وأغابَتِ المرأةُ فهي مُغِيبةٌ، إذا غابَ بعلُها. ووقَعْنا في غَيْبَةٍ وغَيَابة، أي هَبْطة من الأرض يُغابُ فيها. قال الله تعالى في قصة يُوسُفَ عليه السَّلام: {وَأَلْقُوهُ في غَيَابَةِ الجُبِّ} [يوسف 10]. والغَابة: الأجَمة، والجمع غاباتٌ وغابٌ. وسمِّيت لأنّه يُغاب فيها. والغِيبة: الوَقيعة في النّاس من هذا، لأنَّها لا تقال إلاّ في غَيْبَة. (غيث) الغين والياء والثاء أصلٌ صحيح، وهو الحَيَا النّازِلُ من السَّماء. يقال: جادَنا غيثٌ، وهذه أرضٌ مَغِيثَةٌ ومغيوثة. وغِثْنا، أي أصابنا الغَيْث، قال ذو الرُّمَّة: "ما رأيتُ أفصَحَ مِن أَمَةِ آل فلان، قلتُ لها: كيف كان المطر عندكم؟ قالت: غِثْنا ما شِينا". (غير) الغين والياء والراء أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على صلاحٍ وإصلاحٍ ومنفعة، والآخر على اختلافِ شيئين. فالأوَّل الغِِيرَة، وهي الميرَة بها صلاحُ العِيال. يقال: غِرْتُ أهلي غِيرَةً وغِياراً، أي مِرْتُهُم. وغَارَهم الله تعالى بالغيث يَغِيرهم ويَغُورهم، أي أصلَح شأنَهم ونَفَعهم. ويقال: ما يَغِيرك كذا، أي ما ينفعُك. قال: ماذا يَغِيرُ ابنتَيْ رِبْعٍ عَويلُهُمَا *** لا تَرقُدانِ ولا بُؤُسَى لمَنْ رَقدا ومن هذا الباب الغَيْرة: غَيرةُ الرَّجُل على أهله. تقول: غِرْتُ على أهلي غَيْرَةً. وهذا عندنا من الباب؛ لأنَّها صلاح ومنفعة. والأصل الآخر: قولُنا: هذا الشَّيءُ غيرُ ذاك، أي هو سِواه وخلافه. ومن الباب: الاستثناءُ بغَير، تقول: عَشرة غير واحدٍ، ليس هو من العَشَرة. ومنه قولُه تعالى: {صِراطَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَليْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ} [الفاتحة 7]. فأمَّا الدِّيَة فإنَّها تسمَّى الغِيرَ. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لرجلٍ طَلَبَ القَوَدَ بوليٍّ لـه قُتِلَ: "ألاَ الغِيرَ " يريد: ألاَ تَقبلُ الغِير. فهذا محتملٌ أنْ يكون من الأوّل، لأنَّ في الدِّيةِ صلاحاً للقاتل وبقاءً لـه ولِدَمِه. ويحتمل أنْ يكون من الأصل الثَّاني، لأنَّه قَوَد فَغيِّر إلى الدِّية، أي أُخِذَ غيرُ القَوَد، أي سِواه. قال في الغِيَر: لَنَجْدَعَنَّ بأيدينا أُنوفَكُم *** بَنِي أُمَيْمَةَ إن لم تَقبلُوا الغِيَرا (غيس) الغين والياء والسين، يقولون: إنَّ غَيْسانَ الشّبَاب: حِدَّتُه وعُنفوانُه. (غيض) الغين والياء والضاد أُصَيلٌ يدلُّ على نُقصانٍ في شيء، وغموضٍ وقلّة. يقال غاضَ الماءُ يَغِيض: خلافُ فاضَ. وغِيضَ، إذا نَقَصَهُ غيرُه. قال الله تعالى: {وَغِيضَ الماءُ} [هود 44]. وأمَّا الغُموضُ فالغَيْضَة: الأَجَمة، سمِّيت لغُموضِها، ولأنَّ السَّائرَ فيها لا يكاد يُرَى. (غيظ) الغين والياء والظاء أُصَيلٌ فيه كلمةٌ واحدة، يدلُّ على كَرْبٍ يلحقُ الإنسانَ مِن غيره. يقال: غاظَني يَغِيظُني. وقد غِظْتَني يا هذا. ورجلٌ غائظ وغَيَّاظ. قال: سُمِّيتَ غيَّاظاً ولستَ بغائظٍ *** عَدُوّاً ولكنَّ الصَّديقَ تَغيظُ (غيف) الغين والياء والفاء أُصيلٌ صحيحٌ يدلُّ على مَيْل ومَيَل وعُدُولٍ عن الشَّيء. من ذلك تَغَيَّفَ، إذا تَمَيَّل. وتغَيَّفت الشّجرةُ بأغصانِها يميناً وشمالاً. ومن الباب: غَيَّفَ الرَّجلُ، إذا جبن فمالَ عن نَهْج القِتال. قال القُطَاميّ: * فيغيِّفون ونَرْجِعُ السَّرَعانا * (غيق) الغين والياء والقاف كلمةٌ واحدة. يقولون: غَيَّق في رأيه تغييقاً: اختلط فيه. (غيل) الغين والياء واللام أصلانِ صحيحان، أحدهما يدلُّ على اجتماعٍ، والآخَر نوع. من الإرضاع. فالأوَّل الغِيل: الشجر المجتمِع الملتفّ. وما يبعُد أن يكون أصلُ هذا الواو ويعودَ إلى غالَه يَغُوله، والغيْل: السَّاعد الرَّيَّان الممتلِئ. قال: * بيضاءُ ذاتُ ساعدَيْنِ غَيلَيْن * ومن الباب: الغَيْل: الماء الجارِي. والأصل الآخَر: أنْ يُجامِعَ الرَّجُل امرأتَه وهي مُرْضِع، وهي الغِيلَة. وفي الحديث: "لقد هممتُ أن أنْهى عن الغِيلة". قال: فمِثْلُكِ حُبلَى قد طرَقْتُ ومرضِعٍ *** فألهيتُها عن ذي تَمائم مُغْيِلِ (غيم) الغين والياء والميم كلمةٌ تدلُّ على سَتْر شيءٍ لشيء. من ذلك: الغيم، وهو معروف. يقال: غامَت السَّماء، وتغيَّمت، وأغامَت. ومن الباب: الغَيْم، وهو العَطَش وحرارةُ الجَوْف، لأنَّه شيءٌ يَغْشَى القَلْبُ. (غين) الغين والياء والنون قريبٌ من الذي قبلَه. فالغَيْن: الغَيْم. قال: كأنِّي بين خافِيَتَيْ عُقابٍ *** أصابَ حمامةً في يوم غَيْنِ والغَيْن: العَطَش. ويقال: غِينَ على قلْبه، كأنَّ شيئاً غشِيَه. وفي الحديث: "إنَّهُ ليُغانُ على قلبي". ومن الباب: شجرةٌ غَيْناء، وهي الكثيرة الورَق الملتفَّةُ الأغصان، والجمع غِينٌ. ويقال: إنَّ الغَيْنة: الرَّوضة. والقياس في ذلك كلِّه واحد. والله أعلم.
(غار) الغين والألف والراء. والألف في هذا الباب لا تكون إلا مبدلةً. فالغار: نباتٌ طيِّب. قال: تَقْضَمُ الهِنديَّ والغارا *** رُبَّ نارٍ بتُّ أرمُقُها والغار: لغةٌ في الغَيْرة، وقد مرَّ تفسيرُها. قال: ضَرائرُ حِرْميٍّ تفاحَشَ غارُها *** لهُنَّ نَشيجٌ بالنَّشِيل كأنَّها والغارُ: الجيش العظيم. ومن ذلك حديثُ عليٍّ عليه السلام: "ما ظنك بامرئٍ جَمعَ بين هذين الغارَيْن". والغار: غار الفَمِ. والغار: أصلُ الرَّجُل وقبيلته. والغار: الكهْفُ. وقد مضى قياسُ ذلك كلِّه. والله أعلم.
(غبر) الغين والباء والراء أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدل على البقاء، والآخرُ على لونٍ من الألوان. فالأوَّل غَبَر، إذا بَقِيَ. قال الله تعالى {إلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ} [العنكبوت 33]، ويقال بالناقة غُبْر، أي بقيَّة. وبِهِ غُبَّرٌ من مرض، أي بقِيَّة. قال ابن مُقبِلٍ أو غيرُه: فإن سألَتْ عنِّي سُليمَى فقلْ لها *** به غُبَّرٌ من دائه وهو صالحُ ومن الباب: عِرْقٌ غَبِر، أي لا يزال ينتقض، كأنَّ به أبداً غُبَّراً. وتغبَّرَت المرأةُ الشَّيْخَ: أخذَتْ بقيَّةَ مائه. والأصل الآخر* الغُبار سمِّي لغُبْرته. وهي لونُه. والأغْبر: كل لونٍ لونُ غُبَار.وقول طرفة: رأيتُ بنِي غَبْراء لا يُنكرِونني *** ولا أهلُ هذاكَ الطِّرافِ الممدَّدِ فبَنِي غَبراءِ هم المَحَاوِيجُ الفُقَراء، وذلك أنَّهم مغبَّرةٌ ألوانُهم، وهم أهلُ المَتْرَبَة. والغَبْراء: الأرض. والغُبَيراء: نبيذ الذُّرَة، ولعلَّ في لونه غُبْرة. فأمّا داهيةُ الغَبَر، فهو عندي من هذا الباب، ويراد أنَّها غبراءُ، أي مُظْلِمة مشبِّهة لا يُرَى وَجْهُ المأتَى لها. ومما شذَّ عن هذين الأصلين ما حكاهُ ابن السكيت: أغْبَرْتُ في طلَب الحاجة: جَدَدْتُ. (غبس) الغين والباء والسين كلمةٌ تدلُّ على لونٍ من الألوان. قالوا: الغُبْسَة: لونٌ كلون الرَّماد. ويقال فرسٌ أَغْبَسُ. قال بعضهم: هو الذي يقال له: "سَمَنْد ". فأمَّا قولُهم: "لا أفْعَله ما غَبَا غُبَيْسٌ" فهو الدَّهر. قال ابنُ الأعرابيّ: ما أدرِي ما أصْلُه. (غبش) الغين والباء والشين كلمةٌ تدلُّ على ظُلْمةٍ وإظلام. من ذلك الغَبَش: شدَّة الظُّلمة. وأَغْباشُ اللَّيل ظُلَمه. قال ذو الرُّمَّة: أغْبَاشَ ليلِ تَمَامٍ كانَ طارَقَه *** تَطَخْطُخُ الغَيمِ حتَّى ما لَه جُوبُ قال أبو عبيد: الغَبَش: البقيّة من اللَّيْل، وجمعه أغباش. (غبط) الغين والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ له ثلاثة وجوه: أحدها دوامُ الشيء ولزومُه، [والآخَر الجَسُّ]، والآخِر نوعٌ من الحَسَد. فالأوّل قولهم: أغْبَطَتْ عليه الحُمَّى، أي دامَت. وأغبَطْتُ الرَّحْلَ على ظَهر البَعِيرِ، إذا أدمْتَه عليه ولم تَحُطَّه عنه. ولذلك سُمِّي الرَّحْل غَبيطاً، والجمع غُبُط. قال الحارثُ بن وَعْلة: أم هل تركتَ نساء الحيِّ ضاحيَةً *** في قاعة الدَّارِ يستوقدن بالغُبُطِ ومن هذا الغِبْطة: حُسْن الحالِ ودوامُ المَسَرَّة والخَيْر. والأصل الآخر الغَبْط، يقال: غبَطْتُ الشَّاةَ، إذا جسستَها بيدك تنظر بها سِمَنٌ. قال: إنِّي وأَتْيي بُجَيْرَاً حينَ أسألُه *** كالغابِطِ الكلبَ يرجو الطِّرْق في الذَّنَبِ ومن هذا الباب: الغَبِيط: أرضٌ مطمئنّة، كأنّها غُبِطَتْ حتى اطمأنَّت. والثالث الغَبْط، وهو حَسَدٌ يقال إنَّه غيرُ مذموم، لأنَّه يَتمنَّى ولا يُريد زوالَ النِّعمة من غيره، والحَسَدُ بخلاف هذا. وفي الدعاء. "اللهمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً"، ومعناه اللهمَّ [نَسْأَلُك أن] نُغبَط ولا نهْبَطَ، أي لا نُحَطّ. (غبق) الغين والباء والقاف كلمةٌ واحدة، وهي الغَبُوق: شُرب العشيّ. يقال: غَبَقْتُ القوْمَ غَبْقاً، واغْتَبَق اغتباقاً. (غبن) الغين والباء والنون كلمةٌ تدُلُّ على ضَعفٍ واهتضام. يقال غُبِنَ الرّجُل في بَيعه، فهو يُغْبَنُ غَبْناً، وذلك إذا اهتُضم فيه. وغَبنَ في رأيه، وذلك إذا ضَعُف رأيُه. والقياسُ في الكلمتين واحد. والغَبِينة من الغَبْن كالشَّتيمة من الشَّتم. والمَغَابِن: الأرفاغ، سمِّيَتْ بذلك للينها وضَعْفها عن قوّةِ غيرها. (غبي) الغين والباء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على تستُّرِ شيء حتى لا يُهتدَى لـه. من ذلك الغبْية وهي الزُّبْية، وسمِّيت لأنَّ المَصِيدَ جهِلَها حتى وقَعَ فيها. ومنه: غَبِيَ فلان غَباوةً، إذا كان قليلَ الفِطْنَةِ، وهو غَبِيٌّ. وغَبِيتُ عن الخَبَر، إذا جهلتَه. ويقال: جاءت غَبْيَة من مَطَر، وذلك إذا جاءت بظُلْمَةٍ واشتدادٍ وتكاثُفٍ. (غبث) الغين والباء والثاء ليس بشيء. وذكروا عن الفَرّاء أنَّه قال: غَبَثَت الأقط مثل عَبَثْته.
(غتم) الغين والتاء والميم أصلٌ يدلُّ على انفلاقٍ في الشيء وانسداد. من ذلك الغُتْمة، وهي العُجْمة في المَنْطِق. ويقال للأخْذ بالنَّفْس: الغَتْم. ويقال للرَّجُل إذا مات: "ورَدَ حِياضَ غُتَيم"، وهو ذلك القياسُ لأنَّه يأتي بيتاً مسدوداً.
(غثر) الغين والثاء والراء أُصيلٌ يدلُّ على تجمُّع من ناسٍ غير كرام. يقولون: الغَثْرَاء: سَفِلَة النّاس، وجماعتُهم* غَيْثَرة؛ وأصله من الأغثَر، وهو الطُّحْلُـَب المجتمع. والأغْثَر من الأكسية: ما كثُر صُوفُه. (غثم) الغين والثاء والميم كلمتانِ متباينتانِ. فالأغثم من الشَّعَْر: ما غَلبَ بياضُه سوادَه. قال: * إمّا تَرَيْ دهراً عَلاَني أغْثَمُهْ * والكلمة الأخرى: غَثَمْتُ له من مالي: أعطيتُه. (غثي) الغين والثاء والحرف المعتل كلمةٌ تدلُّ على ارتفاعِ شيء دَنِيٍّ فوق شيء. من ذلك الغُثَاء: غُثَاء السَّيْل. يقال: غثا الوادِي يغثو، وأغثى يُغْثِي أيضاً. قال: من السَّيْل والإغْثَاءِ فَِلْكَةُ مِغْزَلِ *** كأنَّ طَمِيَّةَ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً ويروى: "والغُثَّاء". ويقال لسَفِلة الناس: الغُثَاء، تشبيهاً بالذي ذكرناه. ومن الباب: غَثَتْ نَفسُه تَغْثِي، كأنَّهَا جاشت بشيء مؤذٍ.
|